الجمعة، 11 ديسمبر 2009

يوم عيد أم يوم تعذيب !!؟



هل تذكرون العيد، يأتي بفرح لا يشابهه فرح! بهجة الأطفال و تعدد الألوان وأكتمال عبادة الصوم والصلاة والقيام .. هذا عيد الفطر ..

كعادتي كل عام اتحمس ليلة العيد و أطير فرحاً بالكرم الأكبر من رب البلاد والعباد بإكرامنا بهذه اليوم الفضيل الذي يضاهي كل الأمم ولانه لايأتي الا مرة في العام فأني أهيم به شوقاً و فرحاً ..



أراد الله ان أصلي لأول مرة صلاة عيد الفطر المبارك 1430 هـ في المسجد الحرام بمكة المكرمة، حيث ترى المسلمون من كل الجنسيات يحييون مظاهر العيد بطرقهم وبعاداتهم لاسيما انهم يصلون العيد في المسجد الحرام ..

بعد الصلاة، توجهنا الى باصات النقل التي تنقلنا الى السيارة، تم تقسيم الجموع الى: نساء- عوائل- رجال ووضعت لوحات ارشادية ورجال أمن لتنظيم الجموع الهائلة من المصلين في المسارات المحددة.. الى هنا الأمر جميل وان كانت طريقة التنظيم بدائية..

المُلاحظ ان اللوحات كبيرة وكُتب عليها بالبنط العريض: نساء- عوائل- رجال باللغة العربية ونُظمت تحت كل لوحة مسارات حديدية تحت اشراف مجموعة من رجال الأمن السعودي. انتظمت مع زوجي في مسار العوائل وفي انتظار دورنا فوجئنا جميعاً باحد رجال الأمن يضرب وبشدة أحد الاخوان من جنسيات جنوب آسيا قائلاً: فين عائلة!؟ انت ليش جيت هنا!؟ انقلع هناك.. والرجل ينظر اليه مستغرباً لا يفهم ماذا حصل ولماذا تم تعنفيه بهذا القدر .. فأشار له زوجي ان يذهب في مسار الرجال هناك..

دقائق معدودة وذات رجل الأمن يشدّ ثياب رجلاً آسيوياً أخر ويقول: فين حرمة!؟ ماتستحي!؟ اخرج من المسار! يالله!! والرجل الأسيوي ويرفع يده بالتذكرة ويقول: تكت تكت (Ticket) يقصد معي تذكرة لماذا تخرجني من المسار؟ لماذا تعنفني!؟ حدثه الموجودن ان هذا المسار للعوائل فاذهب من هناك .. وأصبح الموجودون كلما رآوا رجلاً عازباً بمفرده أشاروا له ان أذهب من هناك اتقاء للضرب او والاهانة التي قد تتحصل عليها يوم العيد بثيابك الجديدة ..

الحادثة أثارتني فعلاً، ولم أستطع نسيانها لليوم، سأوجز في النقاط التالية:

  • اللوحات الارشادية فعلاً هي كبيرة وواضحة ولكنها باللغة العربية فقط! هل كل من يصلون في المسجد الحرام يقرآون اللغة العربية؟ هل كل من يصلون في المسجد الحرام يستطيعون القراءة بأي لغة كانت؟ لماذا لم يتم الكتابة بأكثر من لغة؟ لماذا لم يوضع صور تدل على ماهية هذه المسارات؟ أجد ان اللوحات لاقيمة لها اذا لم تخدم كل المصلين !
    بالمقابل حينما نزلنا في مطار كوالالمبور كانت اللوحات مكتوبة بأكثر من لغة من ضمنها العربية وتحتوي صوراً بجانب كل عبارة للدلاله على ماهية هذه العبارة.
    اذا لم يكن هذا وذاك؛ تعتبر الانجليزية هي اللغة العالمية لماذا لم يتم إدراجها ولو بخط صغير؟ لماذا ولماذا ولمااااذا ؟

  • الرجل الآسيوي المسكين، اشرى التذكرة وانتظم في الدور حتى وصل الى النهاية وتم ضربه دون ان يعي هو لماذا حصل ذلك: يقول معي تذكرة ووجهه يمتلئ بعلامات الاستفهام من الاسلوب الهمجي الذي قوبل به صباح العيد!
    الأمر الآخر هل يوجد في أي بلد كان (باستثناء بعض الدول) من يفصل بين الرجل والنساء في المسارات؟ هذا الرجل بحكم ثقافته فهو دخل وسط عوائل باعتباره امر عادي في ثقافته فلماذا لم يتم تقدير انه لايفهم هذا النظام المُطبق في البلد؟

  • لا أريد الانتقاص! ولكن كل رجال الامن المتواجدين في تلك اللحظة لا يتحدثون الانجليزية ولا اي لغة كانت والا لأفهموا الاجانب بأنك لم تكن في المسار الصحيح! لماذا لا يتم تدريب من يمثلون البلد وتعليمهم طريقة الحديث مع الأجانب القادمين الى بلدكم وانتم الواجهة بجانب الاسغاب عليهم بالأموال لخدمتهم ضيوف بيت الله الحرام..

  • أخيراً؛ ذلك الرجل الهائج الذي اعتدى بالضرب والاهانة مالذي أجبره ان يصل الى هذه المرحلة؟ أين اخلاقيات المهنة؟ أين تعاليم الدين الاسلامي؟ أين يوم العيد في قاموسه؟ حسبي الله ونعم الوكيل


كنت سأكتب هذه التدوينة يوم العيد ولكن ضاق وقتي وتأخرت حتى اليوم ..

هناك 26 تعليقًا:

  1. للأسف ما ذكرتيه أختي في الله هو صحيح 100% وأكثر من ذلك يحدث فأنا بنت مكة وأعرف شعابها، لكن معظم رجال الأمن هم من المناطق النائية الذين لم يكملوا تعليمهم المتوسط، ويدخلون في سلك العسكرية، الذي لا يتطلب أي مهارات حتى مهارات اللباقة .. واحترام قيمة الأماكن المقدسة.

    ونحن ولله الحمد معظمنا في مكة يعرف القيمة المعنوية لهذا البلد الحرام، ومعظمنا عندما يخطئ فيه أي شخص يحاول أن يكتم غيظه ويقول له مباشرة (الله يسامح)، لأنه يعلم أن الحسنة والسيئة في مكة بعشرة أمثالها.. لكن ماذا تقولين لمن لا يعرفون سوى الريال الذي يعبدونه.

    بارك الله فيك ونفع الله بك الأمة الإسلامية العربية.

    ردحذف
  2. مؤلم حقاً , نعم والله يوم تعذيب بالنسبة للبعض
    أي الرحمة !؟ على الأقل بيوم العيد لهؤلاء المساكين

    ردحذف
  3. كلامك فعلاًَ صحيح تصرف رجال الأمن كان همجياً.

    لا أدري فعلاً أين ذهبت أخلاقيات الرجال المسلم المحافظ؟ وكذلك أخلاق رجل الأمن.

    كلامك في كل حرف صحيح.

    أختي سلوى لا تضيقي صدرك على ما حصل لأن هذا أقل شيء ممكن!

    ردحذف
  4. ما سنجيه من مثل هذا الأرعن من نتائج سلبية متراكمه هو الجرم الأكبر ..
    حقيقة مؤسف أن تعكس بلادنا بهذا الشكل المؤسف لحاج مسكين أتى والشوق يحدوه لبيت الله وفرح بوطأ قدميه لهذه الأرض المباركة ثم يقابل بهذا الاستقبال .. ما ستحمله نفسه من الكره لا يوصف ولا يدري هل ينجو مثل رجل الأمن هذا من دعوة المظلوم .

    ردحذف
  5. مرحبا

    بصراحة كما قالت الشجرة الأم هي قل الثقافة لدى البعض ولكن للأسف هناك سبب أكبر وادهى وامر وهو : العنصرية لدى البعض هنا تجاه الأجانب ، لا أخفيك مهما كانت هناك أخطأ فلا يعالج الخطأ بخطأ ، بل يجب التعديل

    العيب كله يقع على الجميع لأننا لا نملك ثقافة تربية الروح التي تأتي بعد تربية الأهل

    ذكرتي فأجدتي

    كوني بخير
    :
    عبدالله

    ردحذف
  6. تدوينة رائعة يا اخت سلوى
    شكرا لك
    وتقبلي تحياتي

    ردحذف
  7. اختي الكريمة سلوى،
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

    احييك على هذا الطرح القيم.. علينا التأمل والتفكر فيما حولنا دائما، ووفق منظور إسلامي أصيل كريم..

    يقال "إن أردت أن تُطاع فأمر بالمستطاع" وقس على هذا جزئية اللوحة العربية في القصة.. علينا أن نعامل الناس باحترام، خاصة في أشرف بقاع الأرض..

    أخوك،
    حمد العزري

    ردحذف
  8. عندما كنت في الحج توقفت عند رجل أمن وسألته عن موقع فقال : " ما اعرف في مكه شي انا جايبيني عشان اوقف هنا بس " !!!!!

    قلت له اقل شي قلها هالكلام وانت تبتسم .

    للاسف في الحج شفت ضباااااط مو افراد يؤذون الناس :(


    لا بد لنا من ثقافة التعامل مع الاسف

    ردحذف
  9. للاسف

    لا يتم مماملةلا الحجاج معامله تليق بهم

    وهذا ما لمسته بنفسي عند تأديتي لفريضة الحج

    ضرب!

    اين من الممكن ان مجد هذا المصطللح

    سوى في احدى دولنا العربيه؟

    فعلا شيء مؤسف

    خاص وان اغلب الحجاج

    تكون هذه الزياره الاولى ورما الاخيره

    لدوله من دول العالم الاسلامي

    لذا فالصوره التي يحفتظون بها من هذه التجربه

    تبقى معهم الى الابد

    فيالها من صوره مشرفه!

    ردحذف
  10. ممتاز و رائع والله
    موضوع جميل جدا تسلم ايدك

    ردحذف
  11. عندما كنت في الحج توقفت عند رجل أمن وسألته عن موقع فقال : ” ما اعرف في مكه شي انا جايبيني عشان اوقف هنا بس ” !!!!!

    قلت له اقل شي قلها هالكلام وانت تبتسم .

    ردحذف
  12. للأسف ما ذكرتيه أختي في الله هو صحيح 100%

    ردحذف
  13. لا أزيد على كلام أخوتي
    فكل ما قيل صحيح

    ردحذف
  14. ممتاز و رائع والله
    موضوع جميل جدا تسلم ايدك

    ردحذف
  15. السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

    مشكووور وبارك الله فيك

    كلام سليم ومنطقي

    ردحذف
  16. أدعوا الله أن يجعله في ميزان حسناتها و أن يغفر له و مهما حدث سوف تهفوا قلوبنا لبيت الله الحرام و أدعوا الجميع ان نذكر أيضا فضيلة المكان و ما يحدث به من خير كما ننتقد نقد بناء ما يحدث به من سوء بغرض الإصلاح. غفر الله ذنوبنا جميعا و سترنا في الدنيا و الآخرة.

    ردحذف
  17. السلام عليكم

    أشاطرك في حاجة كل من يقابل الجمهور

    كالشرطة والمعاملات الحكومية وغيرها
    اصلح الله الحال

    ردحذف
  18. جميل جدا

    شكرا لكي اختي سلوى وبارك الله فيكي

    ردحذف
  19. بسم الله الرحمن الرحيم

    اخ بس اخلاقهم مرة ماتنطاق

    مرة أمي مسكينة حبت تقرب من الحجر الأسود جا واحد من العساكر الي واقفين والله ويدف أمي حسبي الله عليه والحمد لله خالي كان جنبها ولا المسكينة كانت بتطيح

    راح خالي وقال له ماتستحي تدف حرمة قال العسكري ممنوع احد يقرب

    قال له خالي طيب بالتفاهم مو بالدف تدف حرمة كبيرة بالسن

    تخيلي قام العسكري ترك خالي وراح حتى اسف ماتأسف

    ماأقول إلا الشره على الي وظفهم

    ردحذف
  20. للأسف ما ذكرتيه أختي في الله هو صحيح 100%

    ردحذف
  21. هذه آخر تدوينه تمت كتابتها منذ 4 أشهر , عسى المانع خير أخت سلوى؟

    ردحذف
  22. أشكر أهتمامك محمد ..
    ولكن الوقت أصبح ضيقاً جداً مع زيادة المسئوليات والاعمال ..
    سأكتب رحلتي في الفترة الماضية خلال الاشهر القادمة بإذن الله ..
    دعواتك بالتوفيق ..
    تقديري العميق

    ردحذف
  23. حمدا لله على السلامة , عوداً حميداً وبانتظار كتاباتك الممتعة..
    خالص تحياتي,

    ردحذف
  24. تدوينة رائعة يا اخت سلوى
    شكرا لك
    وتقبلي تحياتي

    ردحذف
  25. م.عبدالله الشهراني (مكة المكرمة)25 أبريل 2010 في 2:22 ص

    شئ مخزي
    في اتصال غريب من إمرأة ربما كانت جزائرية على الشيخ الحبيب سلمان العودة في برنامج الحياة كلمة تطلب التالي:
    أن ترفق القوات العسكرية المتواجدة بالحرمين الشرفين بجموع المسلمين وان تحسن التعامل معهم.
    طلب يدمي القلب

    ردحذف
  26. السلام عليكم ..

    الصراحه انا ما قريت الموضوع ولا كن مدونتكي روعه بمعنا الكلمه

    وعدد الزوار كثير وانا اقول الا الامام

    تقبلي مروري : فارس

    دمتم سالمين ..

    ردحذف